مسالك رمضانية
- المسلك الأول: النفس
يا نفسُ، لا تركني
إلى ظلمات جهلِكِ، فتتنكَّر عليكِ أنوارُ معارفه، فإن أنتِ سايرتِ طبعك صرتِ موضِع
كلّ شرٍّ وموطِنَ كلِّ سوء، واحتجب عنكِ نورُ رؤيته.
- المسلك الثاني: الهوى
الهوى لا حدّ له،
كلما انكشفَ لك هوىً تداعت عليك باقي الأهواء فهاجمتك. فإذا أردت الانفلات من
أهوائك الزم علم نُوره، وملازمة علمِه لا تتأتى إلا بالمجالسة بين يديه.
- المسلك الثالث: الجهل
الجهل ظلمات،
أعلاها الجهل بنور علمِه، وأدناها الجهل بمعرفة ذاتك. فمن غاب عنه معرفة نوره غابت
عنه معرفة ذاته، ومن غابت عنه معرفة ذاته ضلَّ مكانته.
- المسلك الرابع: الفقر
الفقرُ يأسٌ لا
تنفتِحُ أبوابُه إلاّ على الشقاء، فاغْلِق يأسَ قلبِك بمناداة نُورِ جُوده، وحطِّم
قُفْلَ شقائِك بِأمَلِ يُسرك، فليس الفقرُ فقرُ المالِ والنَّسبِ، إنما الفقرُ
فقرُ الخُلْقِ والأدبِ.
- المسلك الخامس: المرض
المرض في الخلق
نوعان: مرض فيه ضُعف وانكسار، ومرض فيه تجبّر وطغيان. فالأول ضرٌّ يمسُّ جسدك وقد
يُشفى منه إلى حين، بينما الثاني داءٌ يصيبُ نفسَك فيلصق بها لا ينمحي أثره إلا في
حضرة نوره.
- المسلك السادس: الشكوى
لا تجعل شكوى
أمرِك بين الخلق، اعتيادا، فتأسرك العادة وترمي بك إلى الفاقة. ولا تُكثر من
الشكوى فإنّها تُورث المذلة كما تُورث الهوان. فإن كنت شاكيا فانقل شكواك من بين
يدي الخلق وأدخلها إلى حضرة الحق.
- المسلك السابع: الضّيق
ما ضاقت عليك
مضايِق الهمِّ إلا واتسعت لك مخارج الغمّ، وحُجبت عنك مسالك الضيق، ثم انفتحت في
وجهك أبواب الرّفق. فكلما ضاق عليك أمر إلا وانفرج عنك همّ.
- المسلك الثامن: النِّعم
ما أنعمنا عليك من
نعمةٍ إلا لتهنا لا لتشقى، فاصرف فكرك إلى التأمل في نعم جسدك قبل أن تجعله في محن
أمرك. فمن عرف نعمه هانت عليه محنه وزالت عنه مضايقه.
- المسلك التاسع: أدب الحمد
من سلكَ طريقَ
شُكرِ نِعمه بلغ أدبَ حمدِه، ومن بلغ أدبَ الحمدِ سِيقت له أصنافُ العطايا من غير نقصان. لذلك، فمن عوّد قلبَه على شُكر
نعمِه لم يرَ في مسلكِه إلاّ فيضَ خيراتِه.
- المسلك العاشر: الفرح نور
الفرحُ لا يهدِي
إلى الضّيق، والضّيقُ يهدِي إلى الضّنك، والضّنكُ يهدي إلى التعاسَة. فمن شغَلَه
فرَحُه عن ضيْق قلبه رأى فيّض نورهِ عليه، ومن فاض نُورُه عليه أطفأ نارَ ضيقِه في
قلبه. لذلك، فالفرحُ نور والضّيق نار.
طارق
الرباط في: 2015/07/16