زاوية الصمت
كم من صامت
تتلاطم في جوفه الأمواج. تحمله أجنحة الفراغ بين هواجس البُعد وطفرة القرب. تنقله
من هدأة الصحو إلى فوضى الخيال. هو الصمت درب فسيح يعبُر بك المسالك. يتجه بك إلى
حمأة المجهول، ليكشف لك بوح نفسك وصراخ ألمك.
في الصمت
يقودك الركب إلى عوالم شطآن تبدو كأنها أحلام عين لامست خباياها أو رأت حقيقتها،
فتناثرت أشلاؤها بين هدوء اللحظة وسكون المسير.
بالصمت تلتحف
السماء ، فتقودك نجومها نحو متاهات المسالك. ترحل بعيدا عن فوضى المكان، هناك في
زاوية الصمت. هناك تحضن نفَسَك المخبوء وسط ركام أشلائك. يهمس إليك في خفاء، يحدثك
في صمت: أنا الذاهب بك إلى حضرة الغياب.
الرباط في 16/06/2013